شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: «اللَّهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط». قال ابن مسعود: فوالذي بعث محمدًا ﷺ بالحق لقد رأيت الذي سمّى صرعى يوم بدر، ثم سُحِبوا إلى القليب، قليب (١) بدر» (٢)، وفي رواية: هـ - دعاؤه ﷺ على سراقة بن مالك ﵁ -، لحق سراقة النبي ﷺ يريد أن يقتله وأبا بكر، لكي يحصل على دية كل واحدٍ منهما؛ لأن قريشًا جعلوا لمن يقتل رسول اللَّه ﷺ وأبا بكر أو أسرهما دية كل واحد منهما، فلحق سراقة النبي ﷺ وعندما رآه أبو بكر قال: يا رسول اللَّه! هذا فارسٌ قد لحق بنا، فالتفت إليه رسول اللَّه ﷺ فقال: «اللَّهم اصرعه»، وساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة: يا رسول اللَّه! ادع اللَّه لي، فدعا له رسول اللَّه ﷺ، ونجت فرسه، ورجع يخفي عنهما، فكان أول النهار جاهدًا على النبي ﷺ، وكان آخر النهار مسلحة (٤) له يخفي عنه (٥).
_________
(١) القليب: البئر التي لم تطوَ.
(٢) مسلم، ٣/ ١٤١٨، برقم ١٧٩٤.
(٣) مسلم، ٣/ ١٤٢٠، برقم ١٧٩٤.
(٤) المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، ويرقبون العدو لئلا يطرقهم، فكذلك سراقة كان مدافعًا ومخفيًا عن النبي ﷺ، انظر النهاية، ٢/ ٣٨٨، والقاموس المحيط، ص٢٨٧.
(٥) البخاري مع الفتح، ٧/ ٢٣٨، و٢٤٠، و٢٤٩، برقم ٣٩٠٦، و٣٩٠٨، و٣٩١١.
1 / 81