جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين - عبد القيوم السندي
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
إلى مواضع الآيات من السور (١، ولم ينتقل الرسول ﷺ إلى رفيقه الأعلى إلا والقرآن كله كان مكتوبًا، مرتب الآيات في سورها، غير أنه لم يكن مرتب السور، ولا مجموعًا في مصحف واحد، ولا موجودًا في مكان واحد، بل كان مفرقًا لدى الصحابة، وكان ذلك لما كان يتوقع من نزول ناسخ لآية حكمًا أو تلاوة٢.
والثانية: في خلافة أبي بكر ﵁ ٣.
والثالثة: على عهد عثمان بن عفان ﵁ ٤.
وسيأتي تفصيل كل ذلك في الصفحات التالية.
صلة القرآن بالقراءات:
هنا سؤال يطرح نفسه، هو أنه: هل القرآن والقراءات شيء واحدا؟ أي بينهما اتحاد كلّي، أو أنهما شيئان متغايران؟ أي بينهما تغاير كلي.
بين المتأخرين والمعاصرين من علماء القراءات في ذلك خلاف.
أ-يرى بعض المتأخرين من العلماء أن بينهما تغايرًا كليًا، أي هما شيئان مختلفان، لأن القرآن هو الوحي المنزل على محمد ﷺ للبيان والإعجاز، والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف أو في كيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما...٥
_________
١ انظر: سنن أبي داود:١/٢٠٦، رقم:٧٨٦، والترمذي:٥/٢٥٤، رقم:٣٠٨٦، ومسند أحمد:١/٥٧، وجمال القراء:١/٨٤-٨٥، وتفسير الطبري:١/١٠٢، والقرطبي:٨/٦١، وراجع البرهان للزركشي:١/٢٣٢.
٢ انظر: الإتقان:١/١٦٤.
٣ ستأتي ترجمته.
٤ الإتقان: ١/١٨١، مناهل العرفان:١/٢٣٩.
٥ ذهب إليه العلامة بدر الدين الزركشي في البرهان: (٣١٨)، وتبعه في ذلك العلامة القسطلاني في لطائف الإشارات ١/١٧١) والبنا الدمياطي في إتحاف فضلاء البشر (١/٦٨) .
1 / 12