============================================================
لها، بل المؤثر هو الله تعالى عند وجودها لا بها، غير أنه جرث سنة الله - أي عادته- المستمرة التي لا يفعل خلافها إلا لإظهار معجزة أو كرامة في إعطاء الأسباب حقها لاقامة رسم الحكمة لما في ترتيبها من ظهور لطائف العلم وغرائبه، وإهداء بعض وإضلال آخرين إبقاء لتجلي الجلال والجمال حقه.
ومن ثم قد يفتح الله على بعض عبيده عناية بذلك العبد بابا من التعريف يعرف به كمال قهره على العصاة بأن يؤاخذه على كل معصية صدرث منه بخلاف المستذرج الذي يجهل حتى يتوهم أنه يمهل، حتى لو جرى على هذا العبد المذكور يسير من ذتب حاله بإخلاله بأدب من آداب الطريقة أو الذنب الشرعي الذي هو الذنب المطلق بالنسبة إلى أهل الظاهر وأهل الطريقة والحقيقة لوجد بعد ذلك عقوبته فورا أو في يومه ذلك وليلته تلك، ولا تتأخر العقوبة وراء ذلك، وتلك العقوبة كما قال بعضهم تفع الله بهم: إني لأعرف ذنبي في سوء خلق غلامي يؤدبني الله جزاء على ما صدر مني. وهذا من عناية الله تعالى بعبده رزقنا الله ذلك وحفنا بعنايته.
وجوب العمل بالعلم: واعلم أنه ورد في الخبر عن رسول الله أنه قال: "إن الشيطان ربما سبقكم بالعلم فقيل: يا رسول الله كيف يشبقنا بالعلم؟ قال: "يقول: اطلب العلم ولا تعمل به حتى تعلم، فلا يزال العبد في العلم قائلا وفي العمل مسؤفا حتى يموت وما عمل"(1) انتهى.
(1) رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1: 132) عن أنس مرفوعا بسند ضعيف وأظن هذا من كلام كعب الأحبار لأن الإسناد حمصي
صفحة ١١٧