============================================================
ومما يدلل على فضل هذا العلم الذي اهتم به العارفون تفع الله بهم قول القطب الأوحد إسماعيل الجبري(1) الهاشمي العقيلي تفع الله به : قد ينال المرء بمسألة من مسائل علمنا هذا ما لم ينله بمجاهدة خمسين سنة.
ومما يدل على شرفه أيضا قول سيد الطائفة الجنيد تفع الله به: الإيمان بطريقتنا هذا ولاية - يعني نصيبا منها - وإن كان أدنى ليس له حكم الولاية الخاصة، كما أن المؤمن بالنبوة له نصيب منها وإن لم يحكم له بها.
ومما يدلل على شرف هذا العلم أيضا قول سيدي زروق(1) نفع الله به: العافية الكاملة هي سكون القلب إلى الله تعالى باليقين الموجب للرضا والتسليم، والبلية كلها في الشك والاضطراب والتردد بين الخواطر المتزاحمة التي لا يهنأ لصاحبها عيش ولا يقر له قرار.
ومما يدلك على شرف هذا العلم أيضا ما روي: أن رجلا جاء إلى معاذ رضي الله عنه. فقال: أخبرني عن رجلين أحدهما مجتهد في العبادة كثير العمل قليل الذنوب إلا أنه ضعيف اليقين بعثور الشك؟
فقال معاذ: ليحبطن شكه عمله.
(1) إسماعيل بن ابراهيم بن عبد الصمد الجيرتي الزبيدي مولذا ومنشا العقيلي تسبا الشيخ العارف بالله تعالي المربي، صحب في بدايته جماعة من المشايخ والعلماء وظهرت عليه بركتهم، وصحبه جمع كثير وانتفعوا به، ولم يكن له نظير في اليمن في كثرة الأتباع والأصحاب. توفي سنة 875ه الزبيدي: طبقات الخواص 37-،4، المناوي: الطبقات الكبرى 3: 172.
(2) الشيخ أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي المالكي المعروف بزروق لأن جده كانت بعينه زرقة فقالوا: زروق، فسرت في عقبه، ولد بفاس سنة 46 8ه مات آبوه قيل تمام آسبوعه فنشأ يتسما وحفظ القرآن وعدة كتب وطاف وساح، وارتحل إلى مصر فحج وجاور بالمدينة وأقام بالقاهرة تحو سنة ثم غلب عليه التصوف، ووضع عدة كتب وشروح توفي سنة 899ه المناوي: الطبقات الكبرى 3: 166- 172، السخاوي: الضوء اللامع 1: 222.
صفحة ١١٣