============================================================
السكران وولده المخضار: ومن ثم كان أسلافنا العلويون تفع الله بهم لشعفهم بهذا المنهج لعلوه خل انتفاعهم واشتغالهم بفنونه حتى قال الإمام الشريف العيدروس: لو بعث الله المؤتى ما أوصوا الأحياء إلا بما في الإحياء، وكان الإمام الغزرالي يقول(1): من لم يكن له نصيب من علم الباطن أخاف عليه سوء الخاتمة، وأدنى النصيب منه التصديق وتسليمه لأهله.
عظمة أعمال أهل القلوب: وكان الشيخ أبو المواهب الشاذلي(3) يقول: رأيت النبي في المنام فقلك: يا رسول الله إني متطفل في علم التصوف، فقال: اقرأ كلام القوم فإن المتطفل على هذا العلم هو الولي، وأما العالم به فهو كالنجم الذي لا يذرك. انتهى.
فالقليل من عمل هؤلاء يقوم مقام الكثير من غيرهم لأن هؤلاء يبالغون في تنويره بتكميل شرائطه، فالركعة الواحدة منهم تقوم مقام ألف ركعة من غيرهم كما يشير إليه قول ابن مسعود تفع الله به: (إن الرجل من هذه الأمة يبلغ عمله يوما واحذا أثقل من سبع سماوات وسبع أرضين في الوزن)(2).
(1) الغزالي: إحياء علوم الدين 19:1.
(2) محمد بن أحمد بن محمد، أبو المواهب بن الحاج التونسي القاهري المالكي، المعروف بابن زغدان ولد بتونس سنة 820ه فحفظ القرآن وعدة كتب وأخذ العلوم عن جماعة من علماء عصره كالرملي والبرزالي والموصلي وغيرهم، وله عدة مصنفات منها: لامراتب الكمالل، ولاشرح الحكم"، وغيرها. توفي سنة 882ه المناوي: الطبقات الكبرى 3: 242- 252.
(3) أورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2: 4 30) في الأصل الثامن والشمانون والمائة في خصال بحصل بها طعم الإيمان، وليس له إسناد صحيح
صفحة ١١٠