============================================================
فيه، ولو كثر علمه بالحقائق لرأى أن لا غنى عن الأعمال لتكميل الأحوال، بل لحفظها وعدم الرد إلى السفل بالكلية، كما لا غنى في عالم الشهادة عن القوالب لاكتساب كمالات من هذا العلم تنفعه إلى الأبد.
فما دامت القوالب باقية فالعمل باق وإلا كان ثجلا بفوائد تعلق الروح بالجسد بالكلية، وذلك عين القصور، والكامل لا يختجب عن شيء ويستلذ بالأعمال إذ تتم له الأحوال بذلك، بل الأحوال إنما تكون بقدر الاستعداد، والاستعداد إنما يتم بالأعمال فيكون قاصر الاستعداد، بل موطن الأحوال هو الآخرة وموطن الأعمال هو الدنيا.
والأعمال شجرة والأحوال ثمرة، ولا ثمرة بدون الشجرة، فإن كانت فلا تبقى.
الشيخ المطلق: وبالجملة فصاحب القسم الثالث شيخ من وجه دون وجه، وأما من صح بالمقام الذي ذكرناه: وهو صاحب القسم الرابع وكذلك صاحب القسم الثالث، إذا صار كذلك بأن أطلق من وثاق الحال ورد إلى صورة الأعمال، ولم يقف روحه في مقام أو حال إلى غير ذلك مما تقدم ذكره، فهو الشيخ المطلق لأنه في مقام البقاء صالح للتكميل، وهو العارف المحقق الذي كملث معرفته بالحقائق بحيث لا يحتجب بشيء عن شيء، وهو المحبوب المعتوق من رق نفسه ورق قلبه.
وإنما كان شيخا مطلقا لأن نظره دواء، لأن من لم ينفعك لحظه لم ينفعك لفظه، وكلامه دواء وذلك لأنه في مقام البقاء، بالله ينطق وبالله يسكت، وهكذا بالله ينظر وبالله يسمع كما ورد في الخبر: "لا يزال العبد
صفحة ٦٦