وإن استدان رجل مالا ينفقه على نفسه وعلى عياله، بالقصد كما أمره الله جل ثناؤه، وكان عزمه أن يرده إذا أيسر، وأمكنه فمات قبل أن يؤديه، وليس له مال، ولم يترك وفاء، فلاشيء عليه فيما بينه وبين الله جل ثناؤه وبين صاحب الدين، لأن الله العدل، الذي { لا يكلف نفسا إلا وسعها } [البقرة: 286]، و{ ... إلا ما آتاها } [الطلاق: 7].
فإن أخذ دينا ونسي أن ليس عليه لأحد شيء، فلاشيء عليه عندنا، إذا لم يكن نسيانه ذلك من تشاغله بمعصية ربه.
فإن أخذ دينا فلم يرده إلى أصحابه، حتى ماتوا فليؤده إلى ورثتهم، فإن لم يعرف لهم ورثة وانقطعت آثارهم، وانقطع ذكرهم، فليتصدق به على المساكين، وقد سلم من الإثم إذ تاب من حبسه، وقد كان يقدر على أدآئه.
فإن استقرض مالا فأنفقه فيما يحل له ويحرم عليه، وكان من عزمه أن لا يؤديه إلى أهله ( فهو فاسق، وتوبته في ذلك الإستغفار والندم، ورده على أهله) إن كان يقدر عليه، وإن كان معسرا عزم على أدآئه إليهم إذا قدر عليه، وأشهد لهم بذلك على نفسه، إن أرادوا ذلك منه، فإن ماتوا ولم يكن لهم ورثة تصدق به عنهم، وإن كان محتاجا أنفقه على نفسه وعياله، كما يتصدق به على غيرهم هذا إذا كان ضامنا له .
صفحة ٢٨٤