والزكاة كلها إلى إمام المسلمين من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يحكم بكتاب الله رب العالمين، ويسير في رعيته بسيرة جده خاتم النبيين، لقول الله عز وجل لرسول صلى الله عليه وآله: { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } [التوبة:103]، ثم أمر خلقه أن يدفعوا إليه، فقال: { وءاتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا } [الأنعام:141]، يقول لا تدفعوا إلى غير المحق، فإذا عدمت الرعية هذا الإمام، ولم يوجد على ظاهر الدنيا في شرقها وغربها وجب عليهم أن يقسموها بين خمسة أصناف من المسلمين: بين الفقراء، والمساكين، وابن السبيل، والغارم، وفي الرقاب، ويتركوا الثلاثة: العاملين عليها، وهم الذين يقبضون الزكاة من الرعية لإمام المسلمين؛ والمؤلفة قلوبهم، وهم الذين لا يلحقون إمام المسلمين إلا بشيء يعطيهم، ولا غناء للإمام عنهم يتألفهم بهذه الزكاة؛ وفي سبيل الله.
فالسبيل هو: القتل والقتال وصلاح الإسلام والمسلمين.
فأما الفقير: فهو رجل ليس له مال، وله عولة، ومنزل وخادم، فيجب له أن يأخذ من هذه الزكاة ما يقوم به وبعوله.
والمسكين: فهو الذي يدور ويطلب وليس معه شيء.
وابن السبيل: مار الطريق يحتاج إلى زاد وكسوة أو كراء.
صفحة ٩٦