لا تكن مثل الطير والحوت
أي أخي لا تجعل غاية همتك ومنتهى قصدك أن تمر على الماء أو تطير في الهواء يصنع الطير والحوت ما أردت طر بجناح همتك إلى ما لا غاية له العارف المتمكن لا شيء عنده من العرش إلا الثرى أعظم من سروره بربه والجنة وكل ما فيها في جنب سروره بربه أصغر من خردلة ملقاة في أرض فلاة من خساسة النفس ودناءة الهمة وقلة المعرفة اشتغالك بالنعمة عن المنعم العارفون تجردوا عن الدارين وطلبوا رب العالمين تجردوا عن النفس والولد
أوحى الله تعالى إلى يعقوب عليه السلام لما قال يا أسفا على يوسف إلى متى تذكر يوسف أيوسف خلقك أو رزقك أو أعطاك النبوة فبعزتي لو كنت ذكرتني واشتغلت بي عن ذكر غيري لفرجت عنك من ساعتك
فعلم يعقوب عليه السلام أنه مخطئ في ذكر يوسف فأمسك لسانه عن ذكره
قال موسى عليه السلام إلهي أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك
فقال الله تعالى أنا جليس لمن ذكرني وقريب ممن أنس بي أقرب إليه من حبل الوريد
صفحة ٥٣