طريق أخيك، وتسلك مسلكه إلا أنك وإياه كالواشي والنجاد لا يرقعك ولا ترقعه ثم انطلقت وأنا أقول:
ارائحة حجاج عذرة غدوة ... ولما يرح في القوم جعد بن مهجع
خليلان نشكو ما نلاقي من الهوى ... متى ما يقل اسمع وأن نقلت يسمع
ألا ليت شعري أي شيء أصابه ... فبي زفرات هجن من بين أضلعي
فلا يبعدنك الله خلا فأنني ... سألقى كما لاقيت في الحب مصرعي
فلما حججت وقفت في الموضع الذي كنت أنا وهو نقف فيه من عرفات، فإذا إنسان قد اقبل، وقد تغير لونه وساءت هيئته، فما عرفته إلا بناقته، فأقبل حتى خلف بين اعناقهما واعتنقني، وجعل يبكي، فقلت ما الذي دهاك؟ فقال: برح العذل، طول المطل، ثم أنشأ يقول:
لئن كانت غدية ذات لب ... لقد علمت بأن الحب داء
ألم تر ويحها تغيير جسمي ... وأني لا يزايلني البكاء
وأني لو تكلفت الذي بي ... لعف الكلم وأنكشف الغطاء
فإن معاشري ورجال قومي ... حتوفهم الصبابة واللقاء
إذا العذري مات بحتف انف ... فذاك العبد يبكيه الرشاء
صفحة ٣٢