فقلت: أبا المهر أنها لساعة عظيمة، وأنك في جميع من أقطار الأرض فلو دعوت كنت قمنا أن تظفر بحاجتك، وأن تنصر على عدوك، فدعا حتى إذا دنت الشمس للغروب وهم الناس بالإفاضة همهم بشيء وأصخت له مستمعا فجعل يقول:
يا رب كل غدوة وروحه ... من محرم يشكو الضحى وللوحه
أنت حسيب الخطب يوم الدوحه
قلت: وما (يوم) الدوحة؟ قال لي أخبرك إن شاء الله. إني برجل ذو مال ونعم وشاء، وأني خشيت على إبلي التلف، فأتيت أخوالي كلبا، فأوسعوا لي عن صدر المجلس، وسقوني جمة الماء، وكنت فيهم خير أخوال حتى هممت بموافقة مالي بماء لهم يقال له الحرارات. فركبت فرسي، وعلقت معي شرابا كان أهداه إلي بعض الكلبيين فانطلقت حتى إذا كنت بين الحي ومرعى النعم، رفعت لي دوحة عظيمة فقلت: لو نزلت فقعت تحت الشجرة، ثم تروحت مبردا فنزلت، وشددت
صفحة ٣٣