بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
تصانيف
ونهض الإخصائيون في أنحاء الدنيا فاستجمعوا بجد وجلد ومثابرة كثيرا من الحقائق وقارنوها بعضها ببعض وفكروا فيها أعمق تفكير متبعين طرقا أخذت بعدها نظرية الخلق المستقبل تتوارى وتتراجع شيئا بعد شيء، ولما اتسعت تلك النهيرات الفكرية واستقوت على شق طريقها في أرض الفكرة القديمة، لم تلبث إلا قليلا حتى تجمعت في ملتقى واحد؛ لتكون نهرا عظيما من الفكر أخذ يفيض ويتدفق بصور التجديد الفكري والابتكارات الاستكشافية.
ففي سنة 1813 أذاع دكتور ويلز
Dr. Wells
الإنجليزي نظريته في النشوء بالانتخاب الطبيعي؛ ليعلل بذلك ظهور السلالات المتغايرة في النوع البشري وحوالي سنة 1820 أذاع الأسقف هربرت
Sean Herbert - وكان من الثقاة المعدودين في علم زراعة الحدائق - معتقده في أن الأنواع ليست سوى تنوعات ثابتة؛ أي غير ماضية في سبيل التغاير. كذلك تجد العلامة «باتريك ماتيوز»
قد قر رأيه على صحة مذهب الانتخاب الطبيعي في إحداث صور النشوء. في حين أن غير هؤلاء - سواء في أوروبا أم أمريكا - قد ألمعوا إلى هذه النظرية إلماعا ونظروا فيها إلماما.
غير أن هذه الفكرة لم يتأثر بها أحد ممن هم خارج دائرتها، وعلى الأخص إذا تذكرنا أن أفراد هذه الحلقة لم يكن لهم تأثير ظاهر. وكانت الكنيسة هادئة ساكنة؛ ذلك لأنها كانت باسطة نفوذها الرجعي في القارة الأوروبية على الأبلطة الملكية وعلى الوزراء وعلى الجامعات. وكان الأسقف «كوكبرن»
Cockburn
يقاوم رافضا نظريات «ماري سومافيل»
Mary Somerville
صفحة غير معروفة