وفي شهر صفر أو ربيع حال رجوع الفرنج من باب المندب اتفقوا بجماعة من تجار الحسا وعمان وغيرهم في مرسى بالروم ، ما بين الشحر وبين أحور ، فقصدوهم فهرب عسكر العماني، وكانوا في غراب قدر ثلاثمائة نفر إلى الساحل، وانكسر غرابهم، ودخلوا بروم، وكذلك أهل الحسا الذين معهم البضاعة من البن، وتركوا المركب في البحر، فوصل الفرنج إلى قربه فحرقوه جميعا. وعسكر العماني رموا إلى جهة الفرنج إلى البحرمن ساحل بروم، فما عرفوا هل أصابوا أحدا أم لا، وأصيب واحد من العمانيين برصاصة من الفرنج في ساحل بروم، ثم إن عسكر العماني بقوا كذلك حتى حصل لهم غراب آخر، بعد أن سار الفرنج ورجعوا بلادهم، والفرنج ذهبوا في البحر جهاتهم.
وفي صفرها لما استقر محمد بن أحمد بعيان طلب مشائخ برط إليه وذكر لهم من أجل الذين[5/ب] نهبوه في طريق صعدة بطريق العمشية العام الأول، فقالوا ذلك قد حصل، وتلاشى أمره وانفصل، وما هو باقي يعاد، وما قد استهلكوه فيسلم فيه العوض، فدخلوا في ذلك وسلموا من الغنم والبنادق بما قيمته قدر ألفين حرف وخمسمائة أو ثلاثة آلاف قيمة الجميع وسلموه إليه، وقالوا: النهب شاركهم فيه غيرهم، وهذا العوض جهدهم ، وعاد أحمد بن الحسن من ضوران هذه الأيام.
وفي شهر ربيع الأول ظهر نور عظيم في مسجد النهرين ، الذي في سائلة وادي صنعاء، لهبة خضراء داخل المسجد بقت من صبح ذلك اليوم الذي ظهرت فيه إلى العصر، والناس يتكحلون بالميل من ذلك، وأهل المكان يقولون: إن هذا المسجد فيه بركة.
[6/أ] وظهر في هذه المدة براهين وكرامات للشيخ فليح بن مفلح، الذي مقبور في طرف سعوان ، وعليه مسجد قديم ومنارة وبركة ومطاهر، وذكر أهل الجهة أنه قديم، وأن هذا المسجد كذلك قديم الأساس، وأنه مشهور البركة.
صفحة ٢٩٩