وأحمد بن الحسن لما بلغه أفعال الفرنج، وخطاطهم في البحر، ومضاررتهم، لم يقر به القرار بالغراس خشية على بندر عدن والمخا من صولتهم وضررهم، فجمع عساكره جميعا والوطاق، وسار إلى حضرة الإمام بضوران، وسار معه أيضا محمد بن الإمام من صنعاء. وطلب والده زيادة بلاده له، فزاد له الإمام بلاد حراز . وعلي بن الإمام وصل إلى عدن واستقر، لما بلغه هزيمة الفرنج، وهؤلاء فرنج الهند طوائف مختلفون، فمنهم إنجريز، ولونده، وبرتقال، وفرنصيص [4/ب]، والبرتقال هم الحاكمون عليهم، وسائرهم رعايا لهم.
وقد ذكر المسعودي في (مروج الذهب): أن فرنج الهند أصليون من قبل الإسلام، ساكنون في تلك البلاد، وذكر قطب الدين في تاريخ بني عثمان (الإعلام) و(البرق اليماني) أن طائفة الفرنج في الهند خرجوا القرن التاسع، وضربوا في سواحل اليمن.
قال: وكان خروجهم من وراء جبل القمر -بضم القاف- من خلف الحبشة بحرا استطرقوا من أصل بحر المغرب من بلادهم، ثم بحر الحبشة ثم بحر الهند إلى هذا المحل الذي سكنوه في الهند، ولهم قلعة في الهند تسمى كوة -بضم الكاف- هي محل أميرهم وسلطانهم، والجمع بين القولين: أن هؤلاء الذين خرجوا هم طائفة البرتقال الذين حكموا على فرنج الهند، وسائر طوائف فرنج الهند هم الأصليون، وقد صاروا الآن رعايا للبرتقال الذين خرجوا من فرنج المغرب، والله أعلم. وكلهم نصارى، وهم فرق ذات بينهم، وأحد طوائفهم[5/أ] تنكر أن عيسى ابن الله، والطائفة الأخرى تثبت ذلك، وهم على دينين.
صفحة ٢٩٨