إن الأمم الشرقية والغربية أسودها وأبيضها وأحمرها، ستصطدم اصطداما حين ترتقي إلى غاياتها، وتنتهي إلى نهاياتها، وسيكون يوم عصيب مشئوم أمام العالمين، وهذا المؤتمر أول خطوة في تعارف الأمم والأجناس وسائر الملل والنحل، وفيه 25 رئيسا من رؤساء المجالس البرلمانية في خمسين بلدا من بلدان الدنيا، ومعظم أعضاء مجلس التحكيم في لاهاي، و12 من حكام المستعمرات، و8 من رؤساء النظار في البلاد التابعة لإنجلترا، ومائة وثلاثون أستاذا من أساتذة القانون الدولي، ومندوبو الصحافة وغيرهم، إلخ.
فلما وقفت على ذلك عجبت كل العجب من توافق ما بسطته الجريدة لفصول الكتاب، ولما قرأت أن الأستاذ مرغليوت هو الذي يتلقى ما يرد له من مكاتبات المصريين وكنت أعرفه من قبل ، أرسلت له نبذة من الكتاب، وفذلكته الدالة على ما فيه بخطاب، وذكرت أني أخاطبه كما أخاطب حكماء الأمم وملوكها تحت أعلام الحكمة التي نشرت على العالمين، وشملت الناس أجمعين، وطلبت أن ينظر هو ومن معه من رجال اللجنة في أمر كتابي، فإن استحق العرض على المؤتمر أسرعت إلى إخواني المصريين فترجموه بالإنجليزية فجاءني منه خطابان أولهما بنصه:
حضرة الجليل القدر طنطاوي جوهري
سيدي، بعد التحيات، فقد ورد كتابكم المؤرخ في ال 25 من تشرين الأول مع ترجمة إنجليزية وبقجة تحتوي على أوراق فيها جزء من مصنفكم الجديد المعنون «أين الإنسان» الذي تؤثرون عرضه على مؤتمر الأجناس العام المقصود اجتماعه في الصيف الآتي، واللجنة المدبرة لأمور المؤتمر سينعقد إن شاء الله مجلسها في منتصف الجاري.
فحينئذ سأعرض على أصحابي مشروعكم الدال على علو همتكم حتى إذا انحل المجلس أخبرتكم بالنتيجة، والسلام.
المخلص
د. مو. مرغليوت
في ال 6 من تشرين الثاني سنة 1910
وجاء خطاب آخر بتاريخ الخامس من كانون الأول وهو ديسمبر سنة 1910:
حضرة الفاضل طنطاوي جوهري أدام الله بقاءه
صفحة غير معروفة