صفات الله ﷿ الواردة في الكتاب والسنة
الناشر
الدرر السنية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
دار الهجرة
تصانيف
دل عليه هذا الحديث العظيم، ومنهم من فسر الأذَن ها هنا بالأمر، والأوَّل أولى؛ لقوله: «ما أذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن»؛ أي: يجهر به، والأذَن: الاستماع؛ لدلالة السياق عليه ... ولهذا جاء في حديث رواه ابن ماجه بسند جيد عن فضالة بن عبيد؛ قال: قال رسول الله ﷺ: «لله أشد أذَنًا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَيْنةِ إلى قينتِه» اهـ.
قلت: حديث فضالة رُوي بإسنادين ضعيفين:
الأوَّل: منقطع، من رواية إسماعيل بن عبيد الله عن فضالة بن عبيد،
رواه أحمد في «المسند» (٦/١٩)، والحاكم في «المستدرك» (١/٥٧١)
، وقال: «على شرط البخاري»، قال الذهبي: «قلت: بل هو منقطع» .
والإسناد الثاني: موصول، رواه ابن ماجه (١٣٤٠) من طريق إسماعيل بن عبيد الله عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة به، وعلته ميسرة، قال عنه الذهبي في الميزان: «ما حدَّث عنه سوى إسماعيل بن عبيد الله»، وقال في «الكاشف»: «نكرة»، وقال ابن حجر في «التقريب»: «مقبول» .
قال الأزهري في «تهذيب اللغة» (١٥/١٦): «وفي الحديث: «ما أذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن»، قال أبو عبيد: يعني: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن. يقال: أذِنْتُ للشيء آذنُ له: إذا استمعت له ...» .
1 / 56