التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب
الناشر
دار ابن كثير دمشق
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
"فصل" وكل مانع خرج من السبيلين نجس (١) إلا المني (٢).
_________
(١) روى البخاري (٢١٤) عن أنس ﵁ قال: كان النبي ﷺ إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسلُ به.
[تبرز لحاجته: خرج إلى البَراز، وهو الفضًاء، ليقضي حاجته من بول أو غائط. فيغسل به: أثر الخارج من القبل أو الدبر]
وروى البخاري (١٧٦) ومسلم (٣٠٣) عن علي ﵁ قال:
كنت رجلا مذاَءً، فاسْتَحْيَيْتُ أنْ أسْألَ رسولَ الله ﷺ، فأمرت المقدادَ بن َ الأسْوَدِ فسأله، فقال: (فيه الْوُضُوءُ). ولمسلم: (يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضأ).
[مذاء: كثير خروج المذي، وهو ماء أصفر رقيق يخرج من الذكر غالبًا عند ثوران الشهوة].
وروى البخاري (١٥٥) عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: أتى النبي ﷺ الغائطَ، فأمَرَني أنْ آتِيَهُ بثَلاثَة أحجار، فوجدتُ حجرين والتمسْتُ الثالثَ فلم أجِدهُ، فأخذت رَوْثًة فَأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال: (هذا رِكْس).
[الركس النجس، والروثة براز مأكول اللحم].
فدلت هذه الأحاديث على نجاسة الأشياء المذكورة، لغسله ﷺ لها أو الأمر بغسلها أو التصريح بنجاستها، وقيس ما لم يذكر فيها، مما يخرج من السبيلين، على ما ذكر.
(٢) من الإنسان وجميع الحيوانات ما عدا الكلب والخنزير.
أما مني الإنسان: فلما رواه مسلم (٢٨٨) وغيره، عن عائشة ﵂: قالت: كنت أفْرُكُ المَنِى من ثَوب رسول الله ﷺ، ثم يذهب فيصلى فيه. ولوكان نجسًا لم يكَف فيه الفرك.
وأما سني غير الاَدمي: فلأنه أصل حيوان طاهر، فأشبه مني الآدمى.
وأما الكلب والخنزير فلنجاسة عينهما.
1 / 33