النظرات الماتعة في سورة الفاتحة

مرزوق الزهراني ت. 1450 هجري
61

النظرات الماتعة في سورة الفاتحة

الناشر

(المؤلف)

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ م

تصانيف

الأوصاف والنعوت الجميلة الموجبة للإقبال عليه تعالى إقبالا كليا مضمنة قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وقد جاء في الكتاب العزيز ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ (١)، ولا يحصل العلم بأنه تعالى رب العالمين إلا بمعرفة معنى ﴿رَبِّ﴾ ومعرفة المراد (بالعالمين) (٢)، وهذا تقرير توحيد الربوبية الشاملة لكل مخلوق (فالعالمين) شامل لجميع المخلوقات، خلافا لمن قصره على (الناس) فهو تعالى رب الناس، يعلم دقائق خلقهم وما يصلحهم في الدنيا والآخرة، كما هو رب هذا العالم الكبير، من الجواهر والأعراض يعلم دقائق خلقها، وما يصلحها ويدبر أمرها (فالعالمين) مفردها عالم، وقيل: العالم جمع لا واحد له من لفظه، فكما أن الجمع المعروف يستغرق آحاد أفراده، كما في مثل قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٣) أي كل محسن كذلك العالم يشمل أفراد الجنس المسمى به، وإن لم يطلق عليها فيتناول اللفظ (العالمين) كل

(١) الآية (٣٩) من سورة يوسف. (٢) انظر (التفسير الكبير ١/ ٦). (٣) من الآية (١٣٤) من سورة آل عمران. وفي آيات أخر من كتاب الله.

1 / 62