المداراة وأثرها في العلاقات العامة بين الناس

محمد بن سعد آل سعود ت. غير معلوم
42

المداراة وأثرها في العلاقات العامة بين الناس

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة الرابعة والثلاثون العدد (١١٤) ١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

تصانيف

اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فحشه " ١، قال ابن حجر: وهو عند الحارث بن أبي أسامة من حديث صفوان بن عسّال نحو حديث عائشة، وفيه: فقال النبي ﷺ: " إنّه منافق أداريه عن نفاقه، وأخشى أن يُفسد عليَّ غيره " ٢. أوضحت رواية ابن عسّال المعنى الَّذي من أجله قال الرسول ﷺ ما قال للرجل، ثمَّ الَّذي فعله معه بعد رؤيته من تطلق وجهه، وانبساطٍ له. فقد عَلِم عن طريق الوحي حقيقته، وكان يعلم ﷺ أنّ له أتباعًا يطيعونه ويُصْغُون لحديثه. فلو أغلظ له النبي ﷺ، أو صدَّه عن لقائه، لأوغر صدور أتباعه عليه، وحملهم على العصيان والكفر. ودور الرسول ﷺ يرتكز على دعوة النّاس بالتي هي أحسن. وقد قال الله في حقّه: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران / ١٥٩] . فالحديث - كما قال ابن حجر - أَصل في المداراة ٣.

١ صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب لم يكن النبي ﷺ فاحشًا ولا متفحّشًا. ومسلم في البر، باب مداراة من يتقى فحشه. ٢ فتح الباري: (١٠/٥٢٩) . وانظر: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي. كتاب الأدب، باب في مداراة النّاس، حديث (٨٠٠) (٢/٧٩٢) . ٣ فتح الباري: (١٠/٤٥٤) .

1 / 300