المداراة وأثرها في العلاقات العامة بين الناس
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الرابعة والثلاثون العدد (١١٤) ١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
تصانيف
اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فحشه " ١،
قال ابن حجر: وهو عند الحارث بن أبي أسامة من حديث صفوان بن عسّال نحو حديث عائشة، وفيه: فقال النبي ﷺ: " إنّه منافق أداريه عن نفاقه، وأخشى أن يُفسد عليَّ غيره " ٢.
أوضحت رواية ابن عسّال المعنى الَّذي من أجله قال الرسول ﷺ ما قال للرجل، ثمَّ الَّذي فعله معه بعد رؤيته من تطلق وجهه، وانبساطٍ له.
فقد عَلِم عن طريق الوحي حقيقته، وكان يعلم ﷺ أنّ له أتباعًا يطيعونه ويُصْغُون لحديثه.
فلو أغلظ له النبي ﷺ، أو صدَّه عن لقائه، لأوغر صدور أتباعه عليه، وحملهم على العصيان والكفر. ودور الرسول ﷺ يرتكز على دعوة النّاس بالتي هي أحسن. وقد قال الله في حقّه: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران / ١٥٩] .
فالحديث - كما قال ابن حجر - أَصل في المداراة ٣.
_________
١ صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب لم يكن النبي ﷺ فاحشًا ولا متفحّشًا. ومسلم في البر، باب مداراة من يتقى فحشه.
٢ فتح الباري: (١٠/٥٢٩) .
وانظر: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي. كتاب الأدب، باب في مداراة النّاس، حديث (٨٠٠) (٢/٧٩٢) .
٣ فتح الباري: (١٠/٤٥٤) .
1 / 300