اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

أبو العلاء المعري ت. 449 هجري
68

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

محقق

محمد سعيد المولوي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

تصانيف

وقوله: أرى كلنا يبغي الحياة لسعيه ... حريصًا عليها مستهامًا بها صبا المستهام: الذي يغلب عليه الحب، فيذهب على وجهه في الأرض، يقال: هام يهيم واستهامه الحب. والصب: أخو الصبابة، وهي رقة الهوى، وقيل: رقة الشوق، والمعنى متقارب. يقال: صب الرجل يصب فهو صب، ويجوز أن يكون صب على فعلٍ، وأصله: صبب، فادغم. قال الهلالي: [البسيط] بانوا فلست، على أني أصب بهم ... أدري إلى أي صرفي نيةٍ عتكوا وقوله: فأضحت كأن السور، من فوق بدؤه ... إلى الأرض، قد شق الكواكب والتربا فوق هاهنا: غاية، والمعنى أنه وصف بناء هذا الموضع بالعلو، وأنه قد تناهى بانيه، فكان أعلاه في السماء، وأسفله قد شق الأرض. وقوله: تصد الرياح الهوج عنها مخافةً ... وتفزع فيها الطير أن تلقط الحبا يقال: ريح هوجاء، فقيل: هي الدائمة الهبوب، وقيل: هي التي تجريء من كل ناحيةٍ، والأشبه أن تكون ذات الهبوب الدائم؛ لأنها شبهت بالناقة الهوجاء، وهي التي تركب رأسها في السير. قال ابن أحمر في صفة الريح: [الكامل]

1 / 71