الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله ﷿ " (١).
وقال أبو الدرداء ﵁: لا تكون تقيا حتى تكون عالمًا، ولا تكون بالعلم جميلًا حتى تكون به عاملًا (٢).
ولهذا قال الشاعر:
إذا العلم لم تعمل به كان حجةً ... عليك ولم تعذر بما أنت جاهله
فإن كنت قد أوتيت علمًا فإنما ... يصدق قولَ المرء ما هو فاعله (٣)
وبهذا يتضح أن العلم لا يكون من دعائم الحكمة إلا باقترانه بالعمل، وقد كان علم السلف الصالح - وعلى رأسهم أصحاب النبي ﷺ مقرونًا بالعمل، ولهذا كانت أقوالهم، وأفعالهم، وسائر تصرفاتهم تزخر بالحكمة، ولهذا قال ﷺ: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسُلِّطَ على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» (٤).
وقد دعا النبي ﷺ لعبد الله بن عباس ﵄ بالحكمة، والفقه في الدين، فقال ﷺ: «اللهم علمه الحكمة»، وفي لفظ: «اللهم علمه الكتاب» وفي لفظ: «اللهم فقهه في الدين» (٥).
_________
(١) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٧.
(٢) المرجع السابق ٢/ ٧.
(٣) المرجع السابق ٢/ ٧.
(٤) البخاري مع الفتح، كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة ١/ ١٦٥، ومسلم، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها ١/ ٥٥٨.
(٥) البخاري مع الفتح، في كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر ابن عباس ﵄ ٧، ١٣/ ٢٤٥، ١/ ١٦٩، ١/ ٢٤٤، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل ابن عباس ﵄ ٤/ ١٩٢٧.
1 / 49