الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
36

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقد بين ﷺ أن «من سئِل عن علمٍ يَعْلمُه فَكتَمَهُ أُلجِمَ يوم القيامة بلجام من نار» (١). فتبين بذلك وغيره أن العلم النافع الذي هو أحد أركان الحكمة لا يكون إلا مع العمل به، ولهذا قال سفيان (٢) في العمل بالعلم والحرص عليه: " أجهل الناس من ترك ما يعلم، وأعلم الناس من عمل بما يعلم، وأفضل الناس أخشعهم لله " (٣). وقال ﵀: " يُرادُ للعلم: الحفظ، والعمل، والاستماع، والِإنصات، والنشر " (٤). وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ﵁: تعلموا، تعلموا فإذا علمتم فاعملوا (٥). وقال ﵁: إن الناس أحسنوا القول كلهم، فمن وافق فعله قوله فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فإنما يوبخ نفسه (٦). وقال علي بن أبي طالب ﵁: " يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوامًا يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يقعدون حلقًا فيباهي بعضهم بعضا، حتى أن الرجل ليغضب

(١) الترمذي، في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم ٥/ ٢٩، وأبو داود في العلم، باب كراهية منع العلم ٣/ ٣٢١، وابن ماجه في المقدمة، باب من سئل عن علم فكتمه ١/ ٩٨، وأحمد ٢/ ٢٦٣، ٣٠٥، وانظر. صحيح ابن ماجه ١/ ٤٩، وصحيح الترمذي ٢/ ٣٣٦. (٢) سفيان بن عيينة بن أبي عمران، الإمام الكبير شيخ الإسلام، ولد سنة ١٠٧هـ، في النصف من شعبان، وعاش (٩١) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء ٨/ ٤٥٤ - ٤٧٤. (٣) أخرجه الدارمي في سننه، في المقدمة، باب في فضل العلم والعالم ١/ ٨١. (٤) المصدر السابق ١/ ٨١. (٥) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ١/ ١٩٥. (٦) المرجع السابق ٢/ ٦.

1 / 48