الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
فكان ﵄ حبرًا للأمة في علم الكتاب والسنة والعمل بهما استجابة لدعوة النبي ﷺ.
أسباب وطرق تحصيل العلم:
والعلم النافع له أسباب ينال بها، وطرق تُسلك في تحصيله وحفظه، من أهمها:
١ - أن يسأل العبد ربه العلم النافع، ويستعين به تعالى، ويفتقر إليه، وقد أمر الله نبيه محمدًا ﷺ بسؤاله أن يزيده علمًا إلى علمه (١) فقال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤] (٢) وقد كان ﷺ يقول: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا» (٣).
٢ - ومنها: الاجتهاد في طلب العلم، والشوق إليه، والرغبة الصادقة فيه ابتغاء مرضاة الله تعالى، وبذل جميع الأسباب في طلب علم الكتاب والسنة (٤).
وقد جاء رجل إلى أبي هريرة ﵁ فقال: إني أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن أضيعه، فقال أبو هريرة ﵁: " كفى بتركك له تضييعا " (٥).
ولهذا قال بعض الحكماء عندما سُئلَ: ما السبب الذي ينال به العلمِ؟ قال: بالحرص عليه يتبع، وبالحب له يستمع، وبالفراغ له يجتمع، [عَلم
_________
(١) انظر: تفسير الإمام البغوي٣/ ٢٣٣، وتفسير العلامة السعدي ٥/ ١٩٤.
(٢) سورة طه، الآية ١١٤.
(٣) الترمذي، في الدعوات، باب في العفو والعافية ٥/ ٥٧٨، وابن ماجه، في العلم، باب الانتفاع بالعلم والعمل به ١/ ٩٢، وانظر: صحيح ابن ماجه ١/ ٤٧.
(٤) انظر: تفسير السعدي ٥/ ١٩٤.
(٥) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر١/ ١٠٤.
1 / 50