الفائق في غريب الحديث والأثر
محقق
علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر
دار المعرفة
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
لبنان
تصانيف
علوم الحديث
أنف ومشية سجح ثمَّ يُخَفف فَيُقَال: بسط كعنق وَأذن جُعل بسط الْيَد كِنَايَة عَن الْجُود حَتَّى قيل للْملك الَّذِي يُطلق عطاياه بِالْأَمر وبالإشارة: مَبْسُوط الْيَد وَإِن كَانَ لم يُعْط مِنْهَا شَيْئا بِيَدِهِ لَوْلَا يبسطها بِهِ البته وَكَذَلِكَ المُرَاد بقوله: يدالله بسطان وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾) الْجواد والإنعام لاغير ن من غير تصور يَد وَلَا بسطها لِأَن قَوْلهم: مَبْسُوط الْيَد وجواد عبارتان متعقبتان على معنى وَاحِد وَالْمعْنَى: إِن الله جواد بالغفران للمسيء التائب. رزقنا الله التَّوْبَة ومغفرة الذُّنُوب وَفِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود ك (بل يَدَاهُ بُسْطان) وَفِي حَدِيث عُرْوَة: مَكْتُوب فِي الْحِكْمَة: ليكن وَجهك بسطًا تكن أحب إِلَى النَّاس مِمَّن يعطيهم الْعَطاء. أَي منبسطا مُنْطَلقًا. أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر ﵁ مَاتَ أُسيد بن حضير فأُبسل مَاله بِدِينِهِ فَبلغ عمر فَرده فَبَاعَهُ ثَلَاث سِنِين مُتَوَالِيَة فَقضى دينه.
بسل أَي أسلم إِذا كَانَ مُسْتَغْرق بِالدّينِ وَمِنْه أُبسل فلَان بجريرته. قَالَ الشنفري: ... هُنَالك لاأرجو حَيَاة تَسُرُّني ... سَجِيس اللَّيَالِي مُبْسَلًا بالجَرائر ... وَكَانَ المَال نخلا فَبَاعَهُ أَي بَاعَ ثَمَرَته حَتَّى قضى مِنْهَا دينه قَالَ فِي دُعَائِهِ: آمين وبسلا. قيل: مَعْنَاهُ إِيجَابا وتحقيقًا / قَالَ أَبُو نخيله ... لاخاب من نفعك من رجا كَا ... تبسلا وعادى الله من عادا كَا ... ابْن عَبَّاس ﵄ نزل آدم من الجنه وَمَعَهُ الْحجر الْأسود متأبطه وَهُوَ ياقوتة من يَوَاقِيت الجنه نزل بالباسنة ونخلة الْعَجْوَة وروى: وَنزل بالعلاة.
1 / 108