العققة والبررة - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
وقال عملّس (^١) لعقيل أبيه:
ألا أبلغا عنى عقيلًا رسالةً … فإنكَ من حربٍ علىَّ كريم (^٢)
ألا تذكرُ الأيامُ إذ أنت واحدٌ … وإذ كلُّ ذي قربي إليكَ مليم (^٣)
وإذ لا يقيكَ الناسُ شيئًا كرهته … بأنفسهم إلاَّ الذين تضيمُ (^٤)
وأنتَ إذا آنستَ خيرًا وغبطةً … فإنَّكَ أحيانًا ألدُّ ظلوم (^٥)
وأنت إذا ما الدّهر عضَّك عضَّةً … فإنك معطوفٌ عليك رحيمُ
وتفرق عنه ولده، فبيناهم بفنائه وقد ملأ حياضه ولم ترد إبله بعد، إذ جاء بجيل بن خبيب بن ورد بن حذيفة بن بدر، فقال لعقيل: دعني أسقى إبلى من حياضك وأملؤها لك. فأبى ذلك عقيل، فوثب بنون لبجيل على عقيل فقطعوا أطنابه، وسقوا إبلهم من حياضه. فبلغ الخبر علفة بن عقيل، ويقال إنها لعملس بن عقيل، ويقال بل قالها أرطاة بن سهية (^٦) يعيره ببجيل:
أكلتَ بنيكَ أكلَ الضَّبَّ حتَّى … وجدت مرارةَ الكلأ الوبيلِ
_________
(^١) في الأغانى ١١: ٨٤ أن القائل «علفة».
(^٢) يقال: هو حرب له، أي عدو مباعد. والأبيات في الأغانى ١١: ٨٤.
(^٣) الأغانى: «ذميم».
(^٤) الأغانى: «شيئا تخافه». وبين هذا البيت وتاليه في الأغانى:
تناول شأو الأبعدين ولم يقم … لشأوك بين الأقربين أديم
(^٥) هذا البيت مؤخر عن تاليه في الأغانى، بهذه الرواية:
فأما إذا عضت بك الحرب عضة … فإنك معطوف عليك رحيم
وأما إذا آنست أمنا ورخوة … فإنك للقربى ألد ظلوم
(^٦) هذا يطابق ما في الأغانى ١١: ٨٩. وفي الحيوان ٦: ٤٩ أن القائل عملس ابن عليل.
2 / 359