70

الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية

الناشر

مطبعة السلام

رقم الإصدار

الأولي

سنة النشر

٢٠١١ م

مكان النشر

ميت غمر

تصانيف

الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴾ (١). قال تعالي: ﴿َلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ (٢). وسماه الله ﷿: جاهل حتى يأتي في قلوبنا الرحمة عليه ٠٠ ولذا كان ﷺ في أشد الأحوال عليه يقول: " اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ". وبسبب جهل الناس هم ﴿يَمْشُونَ عَلَىَ الأرْضِ هَوْنًا﴾ تواضعا لخلق الله يدعونهم إلي الله ﷿، ويتعبون أبدانهم ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما﴾ يُذلون أنفسهم من أجل هداية الناس، أما القعود فهو عزة للنفس مع راحة البدن (فيما يبدو وليس كذلك) مع تضييع دين الله. ﷿ يا سلام عزة نفس مع راحة البدن، مع تضييع دين الله ﷿، وسيد الخلق محمد ﷺ يمشي إلي الطائف علي الأقدام ما استخدم الحمار ليركبه، حتى يتشرف بإتعاب بدنه في سبيل الله. ﷿ مشى ﷺ علي قدميه، وليست قدميك أعظم حرمة من قدميه٠٠ فمشي من مكة إلي الطائف ٠٠ هذا المشي لا يستطيع أكبر رياضي أن يتحمله. لما وصل إلي الطائف ما كانت نهاية التعب، فلو استقبله أهل الطائف كما

(١) سورة المطففين – الآيات من ٣٠: ٣٥. (٢) سورة السجدة – الآية ١٢.

1 / 70