56

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

محقق

بلا

الناشر

دار الآفاق الجديدة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

مكان النشر

بيروت

أدواء الْأَخْلَاق الْفَاسِدَة ومداواتها من امتحن بالعجب فليفكر فِي عيوبه فَإِن أعجب بفضائله فليفتش مَا فِيهِ من الْأَخْلَاق الدنيئة فَإِن خفيت عَلَيْهِ عيوبه جملَة حَتَّى يظنّ أَنه لَا عيب فِيهِ فَليعلم أَن مصيبته إِلَى الْأَبَد وَأَنه أتم النَّاس نقصا وأعظمهم عيوبا وأضعفهم تمييزا وَأول ذَلِك أَنه ضَعِيف الْعقل جَاهِل وَلَا عيب أَشد من هذَيْن لِأَن الْعَاقِل هُوَ من ميز عُيُوب نَفسه فغالبها وسعى فِي قمعها والأحمق هُوَ الَّذِي يجهل عُيُوب نَفسه إِمَّا لقلَّة علمه وتمييزه وَضعف فكرته وَإِمَّا لِأَنَّهُ يقدر أَن عيوبه خِصَال وَهَذَا أَشد عيب فِي الأَرْض وَفِي النَّاس كثير يفخرون بِالزِّنَا واللياطة وَالسَّرِقَة وَالظُّلم فيعجب بتأتي هَذِه النحوس لَهُ وبقوته على هَذِه المخازي وَاعْلَم يَقِينا أَن لَا يسلم إنسي من نقص حاشا الْأَنْبِيَاء صلوَات الله عَلَيْهِم فَمن خفيت عَلَيْهِ عُيُوب نَفسه فقد سقط وَصَارَ من السخف والضعة والرذالة والخسة وَضعف التَّمْيِيز وَالْعقل وَقلة الْفَهم بِحَيْثُ لَا

1 / 66