الأخلاق والسير في مداواة النفوس

ابن حزم ت. 456 هجري
55

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

محقق

بلا

الناشر

دار الآفاق الجديدة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

مكان النشر

بيروت

من عجائب الدُّنْيَا قوم غلبت عَلَيْهِم آمال فَاسِدَة لَا يحصلون مِنْهَا إِلَّا على إتعاب النَّفس عَاجلا ثمَّ الْهم والاثم آجلا كمن يتَمَنَّى غلاء الأقوات الَّتِي فِي غلائها هَلَاك النَّاس وَكَمن يتَمَنَّى بعض الْأُمُور الَّتِي فِيهَا الضَّرَر لغيره وَإِن كَانَت لَهُ فِيهَا مَنْفَعَة فَإِن تأميله مَا يؤمل من ذَلِك لَا يَجْعَل لَهُ ذَلِك قبل وقته وَلَا يَأْتِيهِ من ذَلِك بِمَا لَيْسَ فِي علم الله تَعَالَى تكونه فَلَو تمنى الْخَيْر والرخاء لتعجل الْأجر والراحة والفضيلة وَلم يتعب نَفسه طرفَة عين فَمَا فَوْقهَا فاعجبوا لفساد هَذِه الْأَخْلَاق بِلَا مَنْفَعَة

1 / 65