الأخلاق والسير في مداواة النفوس

ابن حزم ت. 456 هجري
18

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

محقق

بلا

الناشر

دار الآفاق الجديدة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

مكان النشر

بيروت

وَالثَّانِي مواقعة الْغَلَبَة الْمهْلكَة فِي الأخرة فَلَا سَبِيل إِلَى السَّلامَة من هَاتين البليتين إِلَّا بالانفراد عَن المجالسة جملَة لَا تحقر شَيْئا من عمل غَد أَن تحَققه بِأَن تعجله الْيَوْم وَإِن قل فَإِن من قَلِيل الْأَعْمَال يجْتَمع كثيرها وَرُبمَا أعجز أمرهَا عِنْد ذَلِك فَيبْطل الْكل وَلَا تحقر شَيْئا مِمَّا ترجو بِهِ تثقيل ميزانك يَوْم الْبَعْث أَن تعجله الْآن وَإِن قل فَإِنَّهُ يحط عَنْك كثيرا لَو اجْتمع لقذف بك فِي النَّار الوجع والفقر والنكبة وَالْخَوْف لَا يحس أذاها إِلَّا من كَانَ فِيهَا وَلَا يُعلمهُ من كَانَ خَارِجا عَنْهَا وَفَسَاد الرَّأْي والعار وَالْإِثْم لَا يعلم قبحها إِلَّا من كَانَ خَارِجا عَنْهَا وَلَيْسَ يرَاهُ من كَانَ دَاخِلا فِيهَا الْأَمْن وَالصِّحَّة والغنى لَا يعرف حَقّهَا إِلَّا من كَانَ خَارِجا عَنْهَا وَلَيْسَ يعرف حَقّهَا من كَانَ فِيهَا وجودة الرَّأْي والفضائل وَعمل الْآخِرَة لَا يعرف فَضلهَا إِلَّا من كَانَ من أَهلهَا وَلَا يعرفهُ من لم يكن من أَهلهَا أول من يزهد فِي الغادر من غدر لَهُ الغادر وَأول من يمقت شَاهد الزُّور من شهد لَهُ بِهِ وَأول من تهون الزَّانِيَة فِي عينه الَّذِي يَزْنِي بهَا مَا رَأَيْتنَا شَيْئا فسد فَعَاد إِلَى صِحَّته إِلَّا بعد لأي فَكيف بدماغ يتوالى عَلَيْهِ فَسَاد السكر كل لَيْلَة وَإِن عقلا زين لصَاحبه تَعْجِيل إفساده

1 / 28