وروى ابن زبالة في خبر: كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لسهل وسهيل ابني أبي عمرو من بني غنم، فأعطياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبناه مسجدا (3). وفي بناء المسجد، أسند ابن زبالة عن أنس قال: بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني المسجد - أول ما بناه بالجريد، قال: وإنما بناه باللبن بعد الهجرة بأربع سنين (1).
وأسند أيضا عن شهر بن حوشب قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحجر بناء المسجد قيل له: عريش كعريش أخيك موسى سبع أذرع (2).
وكان الصحابة يعملون في بناء المسجد وهم يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم ويقول:
اللهم لا خير إلا خير الآخرة ... ... فارحم المهاجرين والأنصار
وكان لا يقيم الشعر، قال الله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغى له} (3) وفعل ذلك احتسابا وترغيبا في الخير، ليعمل الناس كلهم، ولا يرغب أحد بنفسه عن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أسند ابن زبالة عن مجمع بن يزيد أنه قال عقب ذلك: وعملوا فيه ودأبوا، فقال قائل من المسلمين:
لئن قعدنا والنبي يعمل ... ذاك إذا للعمل المضلل (4)
وأسند أيضا أن علي بن أبي طالب كان يرتجز وهو يعمل فيه يقول:
لا يستوى من يعمر المساجدا ... يدأب فيها قائما وقاعدا
صفحة ٧٤