وقال ابن زبالة: كان المسلمون بالمدينة قد سمعوا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة أول النهار فينتظرونه، فما يردهم إلا حر الشمس، وبعد أن رجعوا يوما أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا بني قيلة - يعني الأنصار - وفي رواية: يا معشر العرب: هذا جدكم، يعنى حظكم - وفي رواية: صاحبكم الذي تنتظرون - فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم، قيل: وكان يومئذ مشركا (1).
ونقل ابن زبالة عن ابن شهاب أن هجرته صلى الله عليه وسلم كانت في النصف من ربيع الأول (2).
وروى ابن زبالة عن قوم من بني عمرو بن عوف أنه أقام فيهم صلى الله عليه وسلم اثنين وعشرين يوما (3).
وأقام علي - رضي الله عنه - ثلاثة أيام بمكة بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم منها حتى أدى للناس ودائعهم ثم لحقهم فأدركهم بقباء فنزل معه على كلثوم بن الهدم أحد بني زيد وهو يومئذ مشرك، رواه ابن زبالة (4).
وروى ابن زبالة وغيره أنه كان لكلثوم بن الهدم بقباء مربد، والمربد: الموضع الذي يبسط فيه التمر لييبس، فأخذه منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسسه وبناه مسجدا (5).
صفحة ٧١