قال ابن زبالة: أنه (كان يعرض نفسه على القبائل فيأبونه، حتى سمع بنفر من الأوس قدموا في المنافرة التي كانت بينهم، فأتاهم في رحالهم، فقالوا: من أنت؟ فانتسب لهم، وأخبرهم خبره، وقرأ عليهم القرآن، وذكر أنهم أخواله، وسألهم أن يؤووه ويمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه، فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: والله هذا صادق، وأنه للنبي الذي يذكر أهل الكتاب ويستفتحون به عليكم، فاغتنموا وآمنوا به، فقالوا: أنت رسول الله، قد عرفناك وآمنا بك وصدقناك، فمرنا بأمرك فإنا لن نعصيك، فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل يختلف إليهم، ويزدادون فيه بصيرة، ثم أمرهم (أن يدعوا قومهم إلى دينهم، فسألوه أن يرتحل معهم، فقال: حتى يأذن لي ربي، فلحقوا بأهلهم بالمدينة، ثم شخصوا إليه في الموسم فكان من أمر العقبة ما كان (1).
هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة:
قال ابن زبالة: لم يعلم بخروجه (إلى المدينة إلا علي وآل أبي بكر، وكان من قصة نسج العنكبوت وغيره من أمر الغار ما كان، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، ومعهما عامر بن فهيرة يخدمهما يردفه أبو بكر ويعقبه، والدليل، فأخذ بهم في أسفل مكة حتى أتى بهما طريق السواحل أسفل من عسفان، ثم عارض الطريق على أمج (2) ثم نزل من قديد خيام أم معبد الخزاعية من بني كعب، وبقية المنازل إلى قباء (3).
صفحة ٧٠