إنه ليس الخصيان وحدهم لا يقدرون على الجماع ولكن الذين تنسد مجاري منيهم وتمتلئ لا يقدرون على الجماع أيضا لأن تجويف مجاري منيهم يمتلئ وينسد تجويف الخصى التي يجتمع فيها المنى ويصلب العصب الذي يوتر الذكر فيصير بلا حس ولا فعال لامتلاء تجويف الخصى فهذا سبب الذين لا يقدرون على الجماع لأن خصاهم ترض فإذا رضت لم يقبل إليها المنى لأن تجويفها يفسد.
فأما الذين يقطع لهم العروق التي خلف آذانهم فإنهم يجامعون ويشتهون ولكن جماعهم ضعيف ولا يحبل منيهم لأن المنى إنما ينزل من الدماغ في العروق التي خلف الآذان إلى مخ عظم الظهر فإذا قطعت هذه لم ينزل المنى.
أما الصبيان فإني أقول فيهم إنما لهم عروق دقاق ممتلئة لا يقدر المنى أن ينزل فيها وليست حركاتهم وشوقهم إلى الجماع مثل الرجال.
إن الأجساد التامة هي واسعة المسام ويشهد على ذلك الشعر الذي فيها.
صفحة ٣٤