ووصل إلى الإمام محمود نديم بك معاون والي الأتراك على اليمن، والعلامة المفضال محمد بن حسن دلال الصنعاني للكلام في صلح آخر بين الإمام والأتراك، فلم يتم الاتفاق عليه وترجيح الإمام الإسعاد إليه.
نقض الأتراك للهدنة المعقودة مدة سنة
بعد مضي ثلاثة أشهر من عقد الهدنة بين الإمام وأعيان رجال حكومة الأتراك بصنعاء، وصل في جمادى الأولى إلى مناخة المشير أحمد فيضي باشا في جيوش تملأ الفضاء من الأتراك وشرع في نقض الصلح المعقود، فراجعه الإمام عن خفر تلكم الذمم والعهود المؤكدة بذمة الله تعالى وذمة رسوله وذمة سلطان الإسلام مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «يجير على المسلمين أدناهم» فلم تزده تلك المراجعة إلا شدة واغترارا بكثرة ما لديه من العدد والعدة وفي الحديث «ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم» وتقدمت الأتراك لحرب من في جبل لهاب ببلاد حراز وغيره من أصحاب الإمام، ثم لحرب من في حجرة ابن مهدي ومفحق والحوضين والجاهلي والقارة من بلاد الحيمة، ودامت الحروب هنالك نحو شهر، ثم في قرية شعبان البروية وفي يازل وغيرها من بلاد البستان. وكان من أقطاب رحى تلك الحروب من قواد أجناد الإمام السيد العلامة الكمي الحسين بن إسماعيل الشامي:
وسل شعبان من أحمى لظاها ... وقام بها وقد شرد الشرود
صفحة ٣١