آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا

ابن المبرد ت. 909 هجري
208

آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا

تصانيف

قال مالك بن دينار: من أراد السلامة، فلا يظلمن أحدا، فقيل له في ذلك، فقال: بينا أنا أمشي على الساحل، إذ رأيت صيادا ومع سبعة أنوان، فأخذت منه نونا، وهو كاره، بعد أن ضربته على رأسه، فعض النون على إبهامي، واتفقت الأطباء على قطعه، ووقعت الأكلة في كفي وسائر عضدي، فخرجت أسيح في الأرض، وأريد قطع يدي، فأويت إلى شجرة، فنمت تحتها، فقيل لي: لأي شيء تريد قطع يديك؟! رد الحق إلى أهله، فانتبهت وجئت إلى الصياد، وقلت: أخطأت، ولا عود، فقال لي: ما عرفك؟ فقصصت عليه قصتي، وتضرعت إليه، فأحلني، فقمت قائما على قدمي، والدود يتناثر على عضدي، وسكن الوجع بإذن الله -عز وجل-، فقلت له: يا أخي! بأي شيء دعوت علي؟ قال: لما ضربتني وأخذت السمكة مني، نظرت إلى السماء، وبكيت بكاء شديدا، وقلت: يا رب! أسألك أن تجعله عبرة لخلقك.

والتزق رجل إلى الظلمة سنة إحدى وستين، وظلم الناس ظلما زائدا، ففي سنة اثنتين وستين قبض عليه، وجرى له ما لم يجر لأحد، من أخذ ماله ونفسه، وما أشبه ذلك.

صفحة ٢٦٥