كتاب أداء ما وجب من بيان الوضاعين في رجب
محقق
محمد زهير الشاويش
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٩ هـ
سنة النشر
١٩٩٨ م
العُدول الأثبات (١)، فلذلك يُحسّنه ويُصحّحه، مثالُ ذلك مَا حَضَر لي الآن ذكرهُ قال في بابِ ما جاءَ في الضيافة: حدّثنا قُتيْبةُ، حدّثنا اللَّيْثُ بن سعدِ، عن سعيد بن أبي سعيدِ المقبُري، عنْ أبي شريح العَدَوي قال: أبْصرت عيناي رسول الله ﷺ وسمعته أذنايَ حين تكلم به قال: "من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليكرم ضيْفَه " الحديث بطُوله، وقال في آخره: هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيح.
وقد اتفقَ العلماءُ على صحة هذا السّندِ وعَدالة جميع رواته فلا معنىً لذكره بالحسَن، إذ الحسنُ عند المحدثين ما نَزل عن درجَة الصحيح (٢)، وأنا لا آخذه إلا بفعْله ولا أرد عليه إلا من قوله، فإنه حسَّن أحَاديثَ موضوعةً وأسانيدَ واهيةً، وقال في كتاب "العِلل" في آخر كتابهِ "الجامع" (٣) ما هذا نصُّه: وما
_________
(١) هذا التعريف لم يقل به الترمذي كما يدل عليه ما سينقله المصنف عنه قريبًا من آخر كتابه "الجامع" (٢/ ٣٤٠) .
(٢) قلت: هذا صحيح لو كان من المعروف عن الترمذي أنه يعني ب (الحسن) إذا قال في حديث ما كما هنا "حسن صحيح" أنه يعني ما نزل عن درجة الصحيح، ولكن ذلك غير معروف عنه، ولو سلمنا بذلك، فقد قيل: إنه يعني بذلك أنه حسن أو صحيح، وقيل غير ذلك مما [لا] دليل عليه، فالله أعلم ماذا أراد الترمذي بذلك. (ن) .
(٣) وقد طبعناه في آخر"ضعيف سنن الترمذي" الصفحة ٥٤٥.
1 / 137