رسول الله صلعم طريق وكانتا تهاديان الكلام وهما فى منزلهما (a) من قرب ما بينهما فلما دعاهم قال ان امير المؤمنين قد امرنى ان ابتاع هذا المنزل وادخله فى المسجد قالوا ما نبيعه بشىء قال اذن أدخله فى المسجد قالوا انت وذاك فاما طريقنا فانا لا نقطعه فهدم البيت واعطاهم الطريق ووسعه لهم ثم سام (b) ولد عبد الرحمان بن عوف بيع دارهم فأبوا عليه فهدمها عليهم وادخلها فى المسجد قال عبد الرحمان ابن حميد فذهب لهم (c) متاع فى هدمهم، وادخل دورا كثيرة فى المسجد وفيها حجرات النبى صلعم، قالوا وكتب الوليد بن عبد الملك الى ملك الروم انا نريد ان نعمر مسجد نبينا الاعظم فاعنى فيه بعمال وفسيفساء قال فبعث اليه بأحمال (d) فسيفساء وبضعة وعشرين عاملا وقال بعضهم بعشرة عمال وكتب اليه قد بعثت اليك بعشرة يعدلون مائة وثمانين الف دينار عونا له وبهذه السلاسل التى فيها القناديل فهدمه عمر بن عبد العزيز سنة 91 وبناه بالحجارة المنقوشة المطابقة وعمله بالفسيفساء والمرمر وعمل سقفه بالساج وماء الذهب وهدم حجرات ازواج النبى صلعم فادخلها فى المسجد وادخل القبر فى المسجد ونقل لبن المسجد ولبن الحجرات فبنى بها داره التى بالحرة قال فبينا اولئك العمال يعملون فى المسجد اذ خلا لهم المسجد فقال بعضهم الا ابول على قبر نبيهم فتهيأ لذلك فنهاه اصحابه فلما هم ان يفعل اقتلع فألقى على رأسه فانتثر دماغه فأسلم بعض اولئك النصارى وعمل احد اولئك الروم على رأس خمس طاقات فى جدار القبلة فى صحن المسجد صورة خنزير فظهر عليه عمر بن عبد العزيز فامر به فضربت عنقه، قال لما انتهى عمر بن عبد العزيز الى جدار القبلة دعا مشيخة من اهل المدينة من قريش والانصار والعرب والموالى فقال لهم احضروا بنيان قبلتكم لا تقولوا غير عمر بن عبد العزيز
صفحة ٦٩