198

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

الناشر

دار الفاروق للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

عمان

تصانيف

ابتداء السُّورة وانتهاؤها بالعلم سورةُ يُوسُفَ موضوعها العلم؛ ولذلك ابتدأت به، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ... (٦)﴾ وتضمَّنته، فمن ذلك قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١)﴾ وقول يُوسُف لصاحبي السّجن: ﴿ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي (٣٧)﴾، وقول يوسف لملك مصر: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥)﴾ وقول يعقوب لبنيه ولمن كان حاضِرًا عنده: ﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٦)﴾ وقوله تعالى في معرض الثَّناء على يعقوب: ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦٨)﴾ وفي ختام السُّورة، دعا يُوسُفُ ﵇ ربَّه: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ... (١٠١)﴾. التَّوافق بين المطلع والنِّهاية من التَّوافق العجيب بين مطلع القصَّة ونهايتها، أنَّ القصَّة ابتدأت بالرُّؤيا، واختتمت بتأويلها، فقد ابتدأت القصّة بمشهد يُوسُفَ أمام أبيه وهو يقصُّ عليه رؤياه، ويقول له: ﴿يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (٤)﴾ واختتمت بمشهد يُوسُفَ أمام أبيه بعد أن تحقَّق تأويلها، وهو يقول له: ﴿يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ... (١٠٠)﴾ ومن التَّناسق العجيب بين مطلع السُّورة وخاتمتها، أنَّ السُّورة افتتحت بالقرآن، وأكَّدت أنَّه قرآن عربيّ، وأنَّ فيه أحسن القصص، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ... (٣)﴾ وفي

1 / 204