عرض ونقد دراسة نقدية وتوجيهية لكتاب دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين الخوارج والشيعة
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والعشرون - العدد ١٠١
سنة النشر
١٠٢ ١٤١٤ - ١٤١٥هـ/ ١٩٩٤- ١٩٩٥م
تصانيف
قلت: وَمَعْلُوم أَن الصَّحَابَة الَّذين اجْتَمعُوا فِي حجَّة الْوَدَاع مَعَ رَسُول الله ﷺ مائَة ألف وَأَرْبَعَة عشر ألفا وَلم يَأْخُذ الشِّيعَة إِلَّا رِوَايَة من نسبوهم إِلَى التَّشَيُّع لَا يتَجَاوَز السَّبْعَة عشر من هَذَا الْعدَد، كَمَا قَالَ الإِمَام ابْن كثير فِي الْبَاعِث الحثيث ص ١٨١.
وَمن هُنَا اضْطر الشِّيعَة إِلَى وضع الْأَحَادِيث، وَمن هُنَا قَالَ الإِمَام الشَّافِعِي: إِن الرافضة أكذب أهل الْأَهْوَاء.
فَكيف يَقُول الباحث، إِن فِي كتب الشِّيعَة بعض الرِّوَايَات الْمَوْضُوعَة؟ إِن هَذِه الدَّعْوَى لَا دَلِيل عَلَيْهَا، بل الدَّلِيل الْعَكْس، فَمن أَيْن غطى الرافضة الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة من عبادات وعقائد وسلوك ومعاملات... الخ وهم اقتصروا على الرِّوَايَة عَن ذَلِك الْعدَد الْقَلِيل من الصَّحَابَة، ورفضوا الصَّحِيحَيْنِ وَجَمِيع الْأُمَّهَات من كتب الحَدِيث الَّتِي رَوَاهَا أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ عَن رَسُول الله ﷺ وفيهَا أَحَادِيث عَن عَليّ ﵁ وَعَن أهل الْبَيْت وَعَن الصَّحَابَة الْأَرْبَعَة وَمِنْهُم سلمَان، وَلم يذكر الإمامية تِلْكَ الرِّوَايَات فِي كتبهمْ لِأَنَّهَا تكذب عقائدهم الْبَاطِلَة وَمِمَّا يُشِير إِلَى أَن الباحث يرى أَن العقيدة الصَّحِيحَة هِيَ عقيدة الإمامية.
مَا جَاءَ فِي ص ٣٣٢ مَا يَأْتِي:
"وَلَا شكّ أَن هَذِه خطْوَة طيبَة يَنْبَغِي الإشادة بهَا فِي سَبِيل تَصْحِيح عقائد النصيرية وإخراجهم من دَائِرَة الْعُلُوّ وَالْجهل والعقائد الخرافية الْفَاسِدَة الني كَانُوا يعتقدونها".
يَقُول هَذَا لِأَن النصيرية أعْلنُوا أَن عقيدتهم ومذهبهم هِيَ عقيدة وَمذهب الإمامية الإثني عشرِيَّة. وَهَذَا من الْفَصْل الَّذِي زَاده عَن النصيرية كَمَا سَيَأْتِي، وَهُوَ يَقُول بِهَذَا التَّصْحِيح للعقيدة عِنْد النصيرية، بعقيدة الإِسلامية، وَقد سبق نَقله عَن الإِمامية بل عَن زعيمهم الخميني اتهامه للصحابة بالْكفْر والنفاق والزندقة وتحريف الْقرَان ... الخ فَكيف هَذَا التَّصْحِيح؟ أَلَيْسَ هُوَ كَغسْل
1 / 507