فبهتت أستير وسكتت تفتكر. فراب إيليا سكوتها، فقال لها: وأنت بم تشبهينهما؟
فرفعت أستير رأسها، وابتسمت، ولم تزد على الابتسام.
وفي هذا الحين وصل الشيخ أبوها، فلما رآها جالسة في الحديقة، وهي تكاد ترتعد من البرد أسرع إليها وأعادها إلى فراشها رغما عنها، ويظهر أن هذه النزهة كان لها تأثير شديد على مرضها.
فإنه قبل دخول الليل اشتد صداعها، وعاودها إغماؤها وهذيانها، وكثر اضطرابها.
ولم يدن الفجر حتى وصل أرميا إلى مزرعة الشيخ سليمان مذعورا وهو يلهث من التعب. فقرع باب غرفة إيليا حتى كاد يكسره فانتبه إيليا مبغوتا، فأخبره أرميا باكيا أن أستير في خطر.
فطار إيليا إلى بيت لحم. فوجد أستير بلا حراك في فراشها، وحولها أمها وأبوها يبكيان بدمع سخين.
وكان وجه الفتاة في سكونها هذا وجه ملاك عابس وممدد في فراش كولد صغير.
فعجب إيليا من هذا الانقلاب، وسأل أباها وأمها عن سببه فلم يستفد شيئا.
ذلك وا أسفاه أن الجميع كانوا يجهلون علتها.
ولذلك كانت العلة كل الأيام الماضية متمكنة منها، ولم يشعروا بها.
نامعلوم صفحہ