فِي يَوْمه، كَأَنَّهُ خلق أمة وَاحِدَة، وسيموت غَدا، جَاهِلا أَن لَهُ حقوقا على الجامعة الإسلامية والجامعة البشرية، وَإِن لَهما عَلَيْهِ مثلهَا، ذاهلًا عَن أَنه مدنِي الطَّبْع، لَا يعِيش إِلَّا بالاشتراك، نَاسِيا أَو جَاهِلا أوَامِر الْكتاب وَالسّنة لَهُ بذلك (مرحى) .
ثمَّ بتوالي الْقُرُون والبطون على هَذِه الْحَال، تأصل فِي الْأمة فقد الإحساس، إِلَى دَرَجَة انه لَو خربَتْ هَذِه الْكَعْبَة وَالْعِيَاذ بِاللَّه تَعَالَى لما تقطبت الْحَيَاة أَكثر من لَحْظَة، وَلَا أَقُول لما زَاد تلاطم النَّاس على سَبْعَة أَيَّام، كَمَا ورد فِي الإثر، لِأَن المُرَاد بأولئك النَّاس أهل خزينة الْعَرَب إِذْ ذَاك.
وَإِذا دققنا النّظر فِي حَالَة الْأُمَم الْحَيَّة المعاصرة، وَهِي لَيْسَ عِنْدهَا مَا عندنَا من الْوَسَائِل الشَّرِيفَة للاجتماعات والمفاوضات، نجدهم قد احْتَالُوا للاجتماعات ولاسترعاء السّمع والاستلفات بوسائل شَتَّى:
١ - مِنْهَا تخصيصهم يَوْمًا فِي الْأُسْبُوع للبطالة والتفرغ من الأشغال الْخَاصَّة، لتحصل بَين النَّاس الاجتماعات، وتنعقد الندوات، فيتباحثون ويتناجون.
٢ - وَمِنْهَا تخصيصهم أَيَّامًا، يتفرغون فِيهَا لتذاكر مهمات الْأَعْمَال لأعاظم رِجَالهمْ الماضين، تشويقا للتمثل بهم.
1 / 62