٥ – ٨ – وقال:" والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه
الأمة يهودي أو نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من
أصحاب النار " رواه أبو هريرة ﵁.
" عن أبي هريرة ﵁: أنه قال ﵊:" والذي نفس
محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم
يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ".
"الأمة " جمع لهم جامع من دين أو زمان أو مكان أو غير ذلك، فأمة
محمد تطلق تارة ويراد بها: كل من كان مبعوثا إليهم وآمن به أو لم
يؤمن، ويسمون: أمة الدعوة، وتطلق أخرى ويراد بها: المؤمنون به
والمذعنون له، وهم أمة الإجابة، وهي ها هنا بالمعنى الأول بدليل قوله
:" ولم يؤمن بي " واللام فيها للاستغراق أو للجنس.
و" يهودي ولا نصراني " صفتان مقيدتان ل "أحد " أو بدلان عنه بدل
البعض عن الكل، واللام للعهد، والمراد بها أهل الكتاب، ويعضده
توصيف الأحد باليهودي والنصراني، والموجب لتخصيصهما دفع
التخصيص فيهما، والإشعار على سائر حال الكفرة بالوجه الآكد الأبلغ
، فإنه لما كان لمتوهم تخصيص ذلك لمن لم يكن أهل الكتاب، ويتوقع
للكتابي بسبب ما له من الإيمان بنبيه والاستسلام لشرعه خلاصا ونجاة =
نص على أنهم – وإن كانوا أصحاب شرع – فإنه لكونه منسوخا لا ينفعهم
ولا يغنيهم، ولا محيص لهم عن الإيمان
1 / 43