عنه، والإقناط الكلي لمن يطمع التطلع.
و(الأمارة): العلامة، وتأنيث " ربتها " على تأويل النفس أو
النسمة، وقد روي: " ربها " هو ولد المستولدة عن السيد، وتسمية
" ربتها " إما لأجل أنه سبب عتقها، أو لأنه ولد ربها أو مولاها بعد
الأب، وذلك إشارة إلى قوة الإسلام، لأن كثرة السبي والتسري دليل
على استعلاء الدين واستيلاء المسلمين، وهي من الأمارات، لأن قوته
وبلوغ أمره غايته منذر بالتراجع والانحطاط المؤذن بأن القيامة ستقوم،
لامتناع شرع آخر بعد، إذ هو آخر الأديان والهدى، واستمرار عادته
سبحانه على أن لا يدع عباده أبدا سدى.
و" الحفاة " جمع: حاف، وهو الذي لا نعل له، من: حفي يحفى
حفية وحفاية، و" العراة " جمع عار، و" العالة " جمع: عائل، من:
عال بمعنى كثر عياله، أي: يغلب الأرذال، ويذل الأشراف، ويتولى
الرئاسة من لا يستحقها، ويتعاطى السياسة من لا يحسنها.
و" لبثت مليا "، أي: زمانا طويلا.
و" جبريل ": ملك يتوسط بين الله ورسله، ومن خواص الملك أن
يتمثل للبشر، فيراه جسما مشكلا محسوسا، ثم إن هذا المثل بقوة
ملكية، أو ملكية نفسانية؟ فيه خلاف، وتفاوت الحاضرين عند نزول
الوحي في ذلك دليل على الرأي الثاني، وتحقيق القول فيه تطويل
وعدول عن المقصود.
1 / 34