على الكعبة، وصار له مثل: النجم للثريا، والسنة لعام القحط.
و" الإحسان " ها هنا بمعنى: الإخلاص والجد في الطاعة، ولذلك
فسره بذلك، فإن من زاول طاعة الملك في حضرته كان أجد وأنشط في
عمله، وأطمع في معروفه، وأخوف من تأديبه على تقصيره وسوء
صنيعه، وذلك بسبب اطلاعه على حاله، وعلمه بأفعاله، لا لرؤية المطاع
إياه، وهو بمعنى قوله:" وإن لم تكن تراه فإنه يراك ".
والظاهر أن عدم التصديق عقب من هذا الجواب من إغفال بعض
الرواة، فإن مسلم بن حجاج – ﵀ – رواه عن أبي هريرة ﵁ وذكر
في طريقه عمر ﵁، أنه قال – يعني عمر – بعد قوله: " فإنه يراك " في كل
ذلك يقول له:" صدقت " وبتقدير أن يكون من جبريل فسببه ظهور
الجواب وجلاؤه.
ومدة بقاء هذا العالم، وتعين الوقت الذي تقوم فيه الساعة، سر
استأثره الله بعلمه، لا يعرفه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولذلك قال
﵊:" ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " أي:
تساويا في عدم العلم بها.
وقال في رواية أبي هريرة: " في خمس لا يعلمهن إلا الله "، أي:
الساعة معدودة في خمس، واستدل بقوله تعالى ﴿إن الله عنده علم
الساعة﴾ [لقمان: ٣٤].
والحكمة في هذا السؤال والجواب: هو الفصل بين ما يمكن
معرفته ويحسن النظر فيه، وما لا يمكن ولا يفيد الخوض فيه والسؤال
1 / 33