وسطر هذا النصر العزيز النى لم تسمح بمثله الأيام فى صحائف مولانا السلطان ما بشر به عنه فى المنام وذاق عسكر هلاوون من جيش قلاوون مرارات الحمام، وسارت البر د راكضة بأمثلة البشائر وذاعت التهانى وشاعت لكل ناه وآمر ومقيم وسائر. وعاد السلطان إلى دمشق والتتار يساقون فى الكبول ويحملون القسى والسناجق التى كانت لهم والطبول . وعاد سنقر الأشقر إلى صهيون وأقام الأمراء الذين كانوا معه فى الخلمة السلطانية فسارت بهذه النصرة العظيمة الأحبار ونظمت فيها قصائد وأشعار، فكان مما قيل هذه الأبيات:
نشرت بنصرك للعلى أعلام
يا من تفاول باسمسه الإسلام
وبدا على وجه اهذى نور غدا
منه على وجه الظلال ظلام
السيد المنصور والملك الذى
يعنو لشدة بأسه الضرغام
فالله جارك من مليك عزءه
عزم يفل السيف وهو حسام
لما سمعت حفل المغل الذى
وطىء الشام وقصده الإهزام
وبادرت نوهم جمع حفه
سعد له النصر العزيز إمام
جيش يضيق به الفضاه عرمرم
كالبحر زخار العباب نهام
وقصدت خالد بتعة ضربت ها
عدد النجوم الزاهرات خيام
حتى أتى يوم الخميس خيسهم
وكأنه تحت القتام فمام
سدت به الآفاق حى اتنا
قلنا بدا قبل الضحى الإظلام
فلقيت جيشهم بقلب ثابت
حارت لقوة جأشه الافهام
وغزوت تركهم بترك مثلهم
فتقطعت ما بيها الأرحام
وغدت سيوفاك فيهم وكاتما
فى فرى هامهم لها اهام
وافاهم بالشؤم بعد هلاكهم
بالروم من بعد الفرات الشام
غادرتهم فى آرض حمص وجاءهم
لوحوش أرضك والطبور طعام
طلبوا النجاة ولا نجاة لهارب
من خوف بأسلث لم بجره فمام
فقضوا عطاشا لا يبل لهم على ال
إعياء والجوع الشديد أوام
لا زلت منصور اللواء مظفرا
ما لاح برق أو آلح غمام
صفحہ 102