طالبين جهة الرستن ، قاصدين اللحاق بأصحابهم: ليس لهحم هم إلاهم أن يدأبوا فى ذهابهم . فقال فى ذلك شعرا :
ولوا طريدا للحتوف نزالهم
بين الصفوف عجاجة وعجيجا
وتخوفوا نار الوغى ونهارهم
أمسى بتيران السوم وهيجا
والوحش تقسم لا أكلن شواهم
الا شواء بالهجير نضيجا
والمسلمون بنصرهم فى فرحة
قد شاهدوا يومأ آغر بهيجا
والكافرون بكسرهم فى ترحة
قد لابسوا أمرا أمسير مريجا
قال الراوى: ولم نزل نسوقهم، ونديف هم كاسات المنون ونذيقهم محابة ال يومنا أجع. فقتلت العساكر منهم ألوف ألوف وسفكت من دمائهم حتى تقصفت السيوف وحقت علهم الكسرة وثبتت حقيقة النصرة وكثبت البطائق المخلقة وطارت بها أطيار الأيامن محلقة : فتراجع المنهزمون وتجمع المفرقون ال وقرت بذلك العيون وصدقت الآمال والظنون واستبشر حيتئد المقاتلون واستظهر المسلمون وفاز الصابرون وحاز الثناء والسنا المصابرون، وأبلى الأمراء والمقدعون والعساكر والمحاهدون بلاء حسنا جميلا، ونالوا به حظا جزريلا وغتموا الأجور وكان لهم الحظ الموفور والسعى المشكور بسعادة سلطانهم المنصور وما آتاه الله عز وجل من حزم الأمور. وسارت بعوث الطلب فى آثار التتار، فلم يبق منهم إلا من طار فى الأقطار، وقتلوا منهم فى اتباعهم أضعاف من قتل وقت إيقاعهم . ولما علم السلطان أنهم قد استأصلوا شأفهم بالبواتر ، وأبادوهم فما لهم من قوة ولا تاصر ، عاد من موقف المصاف إلى المنزلة ، فشاهد القتلى من الرعاع والغلمان والأتباع مجندلين فى الثرى ، ال نائمين ولا كرى، فعرف قدر ما فعله الله معه ومع المسلمين كافة، وتحقق ما شمله واياهم من المنة والرأقة، فإن العدو جاء بكيرة لا يطاق امتدادها ولا يرام استعدادها وكاد والعياذ بالله يتمكن آمره ويستحكم ضره ، فأدرك
صفحہ 101