ودخل السلطان دمشق المحروسة فأقام فيها أياما ثم سار إلى الديار المصرية ولما وصل إلى القاهرة المحروسة زينت الشوارع بأفانين الزينة، فشق وسط المدينة وأسارى التتار بين يدى المواكب ما بين ماش وراكب، وسناجقهم بأيديهم منكوسة وطبولهم على اكتافهم معكوسة وشعف القتلى منهم محمولة ل والأسراء أياديهم وأعناقهم مغلولة والأعلام السلطانية متشورة وقلوب الملة الحتيفية مسرورة والزمان قد ظهر فى أحسن صورة والدنيا بما أباحه الله جذلانة حبورة : وكان وصوله القاهرة المحروسة يوم السبت الثانى والعشرين من شعبان سنة ثمانين وستمائة، واتفق وصول رسول اليمن من جهة الملك المظفر شمس الدين بن رسول صاحبها بهدايا تفيسة إلى الأبواب السلطانية، فرسم بركوبهم ليشاهدوا ذلك الموكب البديع ويعاينوا بهجة ذلك الوقت الذى هو كله زمن الربيع (فعاينوا منه وجها وسيمأ وعجبوا عجبا عظيما وشاهدوا أمرا جسيما . وطلع السلطان قلعته، فجلس فى الإيوان وقدمت هدايا اليمن ال بين يديه، فأنعم منها بما شاء على الأمراء والكبراء والأعيان وتغنت مطربوه بأبيات عملها ركن الدين بيبرس الفارقانى "1)، وكان أميا تركيا، فهى ال وان قصرت فى الصناعة الشعرية وخلت من الألفاظ الأدبية - تستحسن من مثله وتستملح من تقله . وهى هذه الآبيات :
بدا الإسلام فى سعد جديد
اه للموالى والعبيد
وصار النصن للمتصور حدنا
وقارنه مم الرأى السديد
هو المنصور خواض المنايا
أبو الغارات قتال الأسود
مضى للشام في جيش عظيم
باتراك وأعراب حشود
ولاقى المغل عند وطاة حمص
مشهد خالد نجل الوليد
فحكم فيهم البيض المواضى
تقد قلوبهم قيل الجلود
فسائل من هلاون عن قلاون
وسل عنه البرنس مع الكنود
فلا برحت يلاه فى عداه
مصرفة بإسعاف السعود
صفحہ 103