ودخلت سنة خمس وسبعين وستمائة:
فيها كان دخول الملك السعيد بيته بهمم عالية وولأم متوالية، ولعب السلطان القبق وانعم على الأمراء والمقدمين بالخلع السنية والخيول العربية. وعند فراغه منه عاد إلى الشام المحروس وقد تحقق مجىء التتار حتى رنى الدرب خيله ورجله حى امتدت عسا كره فى وعره وسهله. ولما تعدى التهر الأزرق المسمى كوكصوا ، قدم شاليشه ورتب جيوشه. وقرب العدو وفيه من كبار مقدميه توقوا وتداون، وعدتهم اثى عشر طلبا ميمنة وميسرة وقلبا . فحمل العسكر عليهم فطروهم بين أيديهم، وغادروهم صرعى، وأبلوا فأحسنوا فيهم صنعا، وقتل المقدمان كلاهما . وكان البرواناه فى طلبه ومعه حماعة من عسكر الروم ، فأحذ يجر ذيول الهزائم، وأخذته لومة كل لاثم، لأنه لم يتلق السلطان كما كان يعده ، ولم يكن متفقا مع أبغا فيعين بعئه وينجده وعاد السلطان إلى قيسارية وجلس على كرسيها، وأحذ علاء الدين بن البرواناه و حماعة معه، فعفا عهم وأسر من المغل حماعة كثيرة فى هذه الوقعة، وأخذ المخدوم لنفسه قفجاق المنصورى وجاورشى المنصورى كسبا، واشترى سلار لولده الملك الصالح . ورتب السلطان فى قيسارية المذكورة سيف الدين جاليش أمير دار نائبا . وكان قد حضر إلى الحدمة طائعا، وعاد بالعساكر إلى مرج حارم فقيل فى هذه الغزاة أبيات يغتى بها المطربون، وأثبتها فى الصحائف الكاتبون ، مها هذه الأبيات :
صفحہ 84