ودخلت سنة أربع وسبعين ستمائة:
وهو مقيم بالبلاد الشامية فأرسل الأمير بدر الدين الخازندار ليحضمر اليه الملك السعيد من مصر، فأحضره وبينما هو مقيم بلمشق بلغه أن أبغا ملك التتار جرد جيشا صحية مقدم يسمى ابطاى، وهو الذى ذكرنا أنه تولى تقلمة التومان الذى كان مع درباى، وتكفل الهوض مما عجز عنه درباى ان أمر البيرة وأنه حضر إليها وهم محاصروها، فأنفق السلطان فى العساكر بمدينة دمشق، وخرج متوجها( إلى صوب الفرات، فلما وصل القطيفة، الاورهت إليه الأخبار بأن التتار سمعوا بحركته، وأخيروا بتجهيزه ونفقته، فوهنوا وجزعوا ومضوا عن البيرة واندفعوا . وكان المقتضى لعودهم أمرا أجرته القدرة وحكمت به السعادة والنصرة، وهو أن الأمير معين الدين سليمان البرواناه كان قد كاتب السلطان وتاصحه، وفاوضه فى الاتفاق وفاتحه، فوقع للمقدم ايطاى المذكور قاصد من قصاده ومعه كتاب الظاهر جوابا عن كتابه إليه يشتمل على هذه الأغراض، فأخذه ابطاى وترجه يه إلى أبغا بالاردوا، وعند ذلك أرسل أبغا يستدعى البرواناه، فلم يتوجه إليه، ال و جعل محتج وبمتذر ويكتب إلى السلطان يستحيه على المسيير، وپبدى له ما هر عليه من التحيل والتدبير. ولما تحقق السلطان رجوعهم عاد إلى الديار المصرية وجرد جيشا لغزو النوبة وقدم عليهم الأمير شمس الدين الفارقانى وعز الدين أيبك الأفرم ، وساروا إلى دنقلة ومروا فى طريقهم بالجنادل ال وهيروا على جزيرة الخيل، فحضر البهم صاحبها، فأقروه عليها، وخرج
صفحہ 82