المراكب على الحمال، على أنه إن تعذر مرام الجسر وكان دونه ممانع، يعدى نهر جاهانعليها، فلم بحتج إليها، ولم يكن إلا كلمح طرف أو خط حرف، حى أقبل السلطان فى مواكبه، فدخل سيس مطلبا بجحفل لجب ومنظر عجب، وتجاوزها إلى دربند الروم، ثم أمر بتخريبها وتشعيها، فخربت منادرها وكنائسها وقلعت عرائشها وغراتسها، ونهيت العساكر ما مرت به من المواشى وغيرها . وعاد السلطان من التربند ، فلما وصل إلى المصيصة أمر بتحريقها، فحرق جانباها بالنار وخليت من العمار ومنيت بالدمار . (فقال فى ذلك بعض النظامين:
يا وبح سيس أصيحت تهبة
كم عوق الجارى بها الجارية
وكم بها قد ضاق من مسلك
واستوقف الماشى بها الماشية
وجرد حسام الدين لاجين العنتابى وعيسى بن مهنا إلى البيرة، ووصلت بعوثه إلى لياس والبرزينوأذنة ، فكانت بنصر الملة آذنة . وفى ذلك بقول الشاعر :
يا ملك الأرض الذى بأسهه
كم عامر للكفر منه خرب
قلبت سيسا فوقها تحتها
والناس قالوا سيس لا تنقلب
وخرج السلطان ونزل بمرج أنطاكية وجميع العساكر حوله، ثم جمع الغنائم على اختلاف أنواعها وقسمها يالسوية على العساكر، فلم يخل من تصيب مها صاحمب علم ولا رب قلم، وأراح العساكر بالمرج شهرا. ثم رحل إلى القصيير وشرع فى حصاره، فسلمه أهله بالكمان، وجهروا إلى حيث شاءوا.
صفحہ 81